البداية: خطوة صغيرة نحو الهاوية
أنا مدمن حشيش بدأت تجربتي معه في إحدى الليالي، عندما اجتمعت مع أصدقائي في سهرة خاصة لعيد ميلاد صديقنا وضحكاتنا تملأ المكان.
وفجأة عرض علي أحدهم سيجارة حشيش، قائلًا: "جربها، ستكون الآن في عالم آخر" وعندما لاحظ خوفي من السيجارة أردف قائلًا لا تخف هذا ليس إدمانًا، أخذت السيجارة وبدأت أدخن ولم أكن أعلم أن تلك اللحظة ستغير حياتي للأبد.
شعرت براحة لم أعهدها من قبل وسعادة لحظية وبدأت في الضحك دون سبب، استقر هذا الشعور معي وأصبحت أطلب سيجارة كلما أحسست بضغط بسيط في العمل أو الحياة ومع مرور الأيام، لم يعد يكفيني القليل، وبدأت أتعاطاه بانتظام، حتى أصبحت مدمنًا دون أن أدرك.
بدأ كل شيء بالانهيار
لم أدرك مدى تاثير إدمان الحشيش على حياتي إلا بعد أن بدأت أفقد كل شيء بالتدريج، علاقاتي الاجتماعية أصبحت سطحية، وأصدقائي الحقيقيين ابتعدوا عني بعدما لاحظوا تغير سلوكي.
أما داخل أسرتي، فقد ساد التوتر والقلق، فلم أعد الشخص الذي يعرفونه وكذلك في العمل، فبدأ أدائي يتراجع، فقدت تركيزي وازدادت أخطائي حتى أصبحت مهددًا بالفصل.
كل ما كنت أبنيه من طموحات وأحلام بدأ يتلاشى أمام عينيّ، وكانت تلك اللحظة التي أدركت فيها أن الحشيش لم يكن وسيلة للهروب، بل طريقًا للضياع.

فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
اللحظة الفاصلة: جرعة زائدة غيرت حياتي
في أحد الأيام كنت أدخن الحشيش بالمنزل كالعادة وفجأة شعرت بضربات قلبي تزداد وأصبت بنوبة من نوبات الهلع كنت أنظر إلى أطفالي وهم يبكون وأنا لا أستطيع التنفس، ثم بدأت أشعر بالغثيان وبدأت أتقيأ وكلما نظرت إلى المكان حولي خيل إلى أنه الجحيم وأن الأشباح تطاردني في كل مكان، عرفت بعد ذلك من الطبيب أن هذه الأعراض تدل على جرعة زائدة من المادة الفعالة THC تسري في دمي.
تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش
بعدما أفقت في ذلك اليوم، اتخذت قراري بالتوقف تمامً عن إدمان الحشيش، كنت أعتقد أن الأمر سهلًا لكن الحقيقة كانت أصعب مما تخيلت، حيث بدأت أعاني من أعراض انسحاب الحشيش ومنها الصداع وآلام العضلات ورغبة ملحة في تدخين الحشيش، والعصبية والقلق والاكتئاب، وشعرت أنني فقدت السيطرة على حياتي.
جميع محاولاتي للتوقف بمفردي باءت بالفشل، وكنت أنتكس في كل مرة، حتى أدركت أنني بحاجة إلى مساعدة حقيقية، وبدعم من الأهل والزوجة قررت اللجوء إلى العلاج المتخصص فتوجهت إلى المركز لعلاج الإدمان، حيث خضعت لبرنامج متكامل ساعدني في تجاوز الأعراض الانسحابية، واستعادة حياتي الطبيعية من جديد.
ومع برنامج الدعم النفسي وجلسات العلاج الجماعي تعلمت كيف أصبح أكثر قوة في مواجهة الظروف، وكيف أواجه ضغوط الحياة دون الهروب إلى المخدرات، والأهم أنني أدركت مدى استحقاقي لفرصة جديدة.