حكاية مهند مع إدمان الاستروكس
اسمي مهند وأنا شاب في بداية العشرينيات، ولي صحبة سيئة يتعاطون المخدرات في كل مرة يجتمعون فيها، وقد كنت أظن أنني قوي الشخصية لن أجرب المخدرات ولن أتعاطاها أبدًا مهما كثرت المغريات، إلا أن وجودي معهم لم يجعلني أسلم من التجربة، فكان هناك إلحاح شديد وابتزاز منهم أنني جبان إن لم أحاول، فتعاطيت الجرعة الأولى من الاستروكس، وما إن ابتلعت هذه الحبة وانتظرت لبضع دقائق حتى بدأت الجرعة تسري في خلايا جسمي وبدأت آثارها في الظهور، حيث شعرت بجفاف في الفم ودوار شديد واحمرار في العينين وغثيان وتقيؤ، وقد انتابتني حالة شديدة من الذعر والخوف بسبب ما حل بي، وبدأت أشعر بالهلاوس السمعية والبصرية والحسية، مما أكد لي أنني وقعت تحت تأثير المخدر، وكلما حاولت إيقاظ نفسي من المخدر أفشل في ذلك حتى مرت عدة ساعات.
كيف أصبحت مدمنًا عليه؟
بعد انتهاء تجربتي مع تعاطي الاستروكس حاولت تجنب أخذ أي جرعة أخرى، إلا أن أعراض انسحاب المخدر بالإضافة إلى ضعفي أمام محاولات أصدقائي لإعادتي إلى التعاطي جعلني أستمر على المخدر، وهنا أدركت الصدمة "أنا مدمن استروكس"، وخلال فترة التعاطي كان جسدي يعاني من اضطرابات في ضربات القلب بالإضافة إلى آلام شديدة في معدتي لم أجد لها أي علاج كما كنت أتقيأ بشكل متكرر، وكانت حالتي مزرية طوال الوقت، بالإضافة للهلاوس التي تراودني ونوبات الهلع المتكررة، كل ذلك وأنا لا أستطيع التخلص من المخدر بل أتألم وأعاني وأحتاج لمن يساعدني للخروج من حالة الإدمان.
اقرأ أيضاً عن:
أعراض تعاطي الاستروكس .. كيف تكتشف أن شخصًا ما يتعاطاه؟
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
اتخاذ قرار التعافي والعلاج
عندما وجدتني أمي في هذه الحالة، حاولت التحدث معي بشكل جدي وأخبرتني بأن ألجأ للعلاج النفسي، في البداية رفضت بشدة وأنكرت أنني بحاجة للعلاج، وقد كنت مستمرًا في التعاطي سرًا دون أن أشعرها بشيء، إلا أن تناولي لجرعة زائدة أظهرت بشكل فاضح أعراضها على جسدي، فبالإضافة لكل الآلام التي سببتها الجرعة والهلاوس، تعرضت لنوبة صرع حادة جعلتني أفقد الوعي، وقد تم إسعافي وإنقاذي من هذه الجرعة القاتلة، وبعد أن نجوت قررت اللجوء للمركز لعلاج الإدمان للتعافي التام، وبالفعل دخلت للمركز وبدأت بالعلاج الذي سار على ثلاث مراحل متكاملة:
- في البداية تم عمل تقييم شامل لحالتي الصحية والنفسية مع فحوصات شاملة قبل البدء بسحب المخدر.
- خلال مرحلة سحب السموم تمت مراقبتي بشكل يومي للتأكد من عدم تعرضي للانتكاس، كما تم إعطائي الأدوية المناسبة لمساعدتي على تخطي أعراض انسحاب الاستروكس.
- ثم خضعت لجلسات العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي التي ساعدتني كثيرًا على تغيير طريقة تفكيري وإكسابي مناعة نفسية ضد التعاطي.
وخلال فترة العلاج النفسي وجلسات العلاج الجماعي، استمعت للكثير من قصص نجحت في التغلب على إدمان الاستروكس، جعلتني قويًا وأكثر تمردًا على بيئة التعاطي وأكثر إصرارًا على منع نفسي، ليس فقط من التعاطي بل من الصحبة السيئة التي تأخذني إلى طريقها.