التجربة الأولى: الترامادول من دواء إلى داء
أنا فتاة في مقتبل العمر بدأت تجربتي مع تناول الترامادول لتسكين ألم حاد بعد التعافي من جراحة سابقة، لقد قمت بتجربة العديد من المسكنات التي لم تجدي معي نفعًا كما أن الألم لم يكن محتملًا بالنسبة لي، وبالرغم من أنني على معرفة جيدة بخطورة اللجوء لمسكن خاضع للرقابة وقابل للإدمان إلا أنني قمت باستخدامه بعد الحصول عليه بطريقة غير مشروعة بمساعدة أحد المقربين مني ظنًا منه أنه حلًا فعالًا لمساعدتي على تجاوز هذا الألم المزعج، وبالفعل قمت بتناول الترامادول لأول مرة وهو ما جعلني أشعر بتسكين ملحوظ للألم لم أحصل عليه من خلال المسكنات الأخرى، لقد شعرت بالاسترخاء والهدوء والراحة والنشوة والسعادة والرغبة في النوم، مع الشعور بالدوخة والدوار وعدم الاتزان، وبعض الهلاوس والأوهام.
التجربة الأولى أثارت رغبتي في تكرارها عدة مرات فالشعور النفسي الذي حصلت عليه بالإضافة لتسكين الألم كانوا من الأسباب الرئيسية في إدماني، حيث قمت بتكرار الأمر بشكل مبالغ فيه واستمريت في استخدم الحبوب بشكل يومي إلى أن بدأت أشعر ببعض الأعراض الجسدية والنفسية والتي أشارت إلى إدماني بشكل واضح، ومنها:
- التعب والنعاس.
- الاكتئاب الحاد.
- الخمول الذهني.
- صعوبة التفكير وضعف الذاكرة.
- الغضب والانفعال الزائد.
- الهلوسة.
- الارتباك.
- التعرق المفرط.
- الدوخة.
- ضعف العضلات.
- عدم الاتزان.
- الإسهال والغثيان.
- رعشة في الأطراف.
- احمرار العينين.
- ضعف الشهية ونقص الوزن.
- الغثيان والقيء.
- شحوب الوجه.
- حكة في الجلد وطفح جلدي.
- القلق والتوتر.
كل هذه الأعراض كانت كافية لاتخاذ قرار العلاج، وبعد معاناة دامت لفترة طويلة مع تلك الحبوب اللعينة اتخذت أخيرًا قرار العلاج من إدمان الترامادول في مكان متخصص لعلاج الإدمان يسمى المركز لعلاج الإدمان، وبعد قضاء فترة ليست طويلة بالمركز والخضوع للعلاج الدوائي والنفسي والسلوكي استطعت أن أنجو بنفسي من الإدمان وأتوصل للتعافي التام.

فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
التجربة الثانية: تجربتي مع الترامادول كانت درسًا قاسيًا
انا مدمن ترامادول متعافي بدأت تجربتي مع إدمان الترامادول كوسيلة لقمع ضغط نفسي وصدمة عاطفية تعرضت لها، لم أكن شابًا مدمنًا أو فاشلًا ولم يكن لدي أقران سوء، ولكن هول الصدمة التي تعرضت لها جعلني أبحث عن حل فوري مهما كلفني الأمر من عواقب، وهذا ما جعلني ألجأ لحبوب الترامادول بعد أن حصلت عليها بطرق غير مشروعة للقضاء على الألم النفسي الذي كان سببًا في تدميري ولجوئي للإدمان.
تجربتي لتلك الحبوب كانت حلًا مثاليًا لمشاكلي حيث استطعت الهروب من واقعي المرير إلى عالم آخر لا أشعر فيه بشيء سوى الراحة والنشوة والسعادة والاسترخاء والنوم العميق، ولكن الأمر تحول لكابوس بعد فترة من الاستخدام وأصبحت أعاني من ويلاته وتبعاته، فبدأت أشعر بأعراض نفسية وجسدية مريرة، كما تغيرت سلوكياتي وتصرفاتي بشكل ملحوظ لأفراد أسرتي، فأصبحت أتجنب التواصل معهم أو الجلوس في أي تجمع عائلي، كما انطويت على نفسي في غرفتي طوال الوقت، وأصبحت شخصية كاذبة، سارق، مخادع، وعديم الأمانة، كما أصبحت مهملًا في نفسي وفي عملي حتى تم إيقافي عن العمل، وأصبحت لا أفارق غرفتي وأصبحت عدوانيًا وشديد الانفعال.
الأمر الذي كان صحوة التغيير لي عندما قمت بصدع أخي في الحائط حينما حاول منعي من إيذاء نفسي وتكسير زجاج الغرفة، حتى اصطدمت رأسه بالحائط وسال منه الدم والتف حوله الجميع يرمقونني بنظرة ثاقبة، فكيف تجرأت على فعل هذا الأمر الشنيع، لقد تم إنقاذ أخي ولكن الأمر كان بحاجة جذرية لإحداث تغيير ملموس في حالتي.
الإقلاع لم يعد اختيارًا بل أصبح ضرورة حتمية ينبغي الخضوع لها في أسرع وقت، لقد قمت بإلقاء كل الحبوب في سلة المهملات وعزمت على الإقلاع على الفور، لكن الأعراض الانسحابية للترامادول التي أصابتني وسيطرت على جعلتني أعاود مهرولًا نحو السلة لألتقط الحبوب مجددًا، أصبحت أبكي وأتساءل ما هذا الكابوس المزعج، وما هذا النفق المظلم والحلقة المغلقة التي أسير بها، فكلما حاولت البدء من جديد آل بي المطاف إلى نفس نقطة النهاية المريرة.
العلاج في مركز طبي متخصص كان هو الحل الأمثل والوحيد لانتشالي من الإدمان، لقد أجمع أفراد أسرتي على ضرورة نقلي لمستشفى علاجي متخصص يضمن عدم انتكاستي من جديد، وبفضل تلقي العلاج في المركز لعلاج الإدمان استطعت النهوض مجددًا وتمكنت من العودة لحياتي من جديد.