بداية تجربتي مع شرب الخمر
تجربتي مع إدمان الكحول كانت مؤلمة وناتجة عن قرار طائش وخاطئ لشاب في مقتبل عمره، لا يكترث لشيء سوى الشعور بالسعادة وإرضاء النفس حتى وإن لم يكن الأمر مقبولًا، فمن المعروف أن الخمر لها أضرار نفسية وجسدية وخيمة، وبالرغم من معرفتي بذلك إلا أنني لم أهتم سوى بتناول رشفات متتالية من الكحول، بدأ الأمر حين عملت في مجال السياحة بإحدى القرى السياحية، وهذا ما جعلني على مقربة من تناول أول كأس من الخمر، لقد استسغت طعمه وطلبت المزيد منه، ومن يومها وأنا في دائرة مغلقة من الإدمان عليه.
أول تجربة للخمر منحتني مزيج من السعادة والنشوة والاسترخاء وتقليل القلق والضغط النفسي، وبسبب هذا الشعور الجيد تحمست لتكرار الأمر بشكل مبالغ فيه، وهو ما جعلني أتخطى مرحلة اللهو والفضول وأغرق في مرحلة أخرى أكثر خطورة وهي الإدمان على شرب الخمر.
تأثيراته دفعتني لطلب المساعدة
مرت عدة أشهر وأنا أسير لشرب الخمر، لم يكن قرار طلب المساعدة نابعًا من داخلي بقدر ما كان بسبب التأثيرات السلبية التي وصلت لها جراء شرب الكحول، فبعد أن كان الشرب بالنسبة لي ملاذًا للفرار من ضغوط الحياة وأعباء العمل، إلا أنه أصبح أكبر مخاوفي وأكثر ما يثير قلقي وتوتري، فتكرار الشرب قادني إلى الاستهلاك القهري فعندما أتوقف عن الشرب تنتابني أعراض انسحاب قوية وخطيرة وتتنافى تمامًا مع المشاعر الإيجابية التي اعتدت عليها عند شرب الخمر.
فعند التأخر عن تناول الخمر أشعر بأعراض جسدية قوية مثل الشعور برعشة في الأطراف وبخاصة اليدين، الصداع الشديد، التعرق الزائد، تعب والم جسدي متفرق، اضطرابات النوم والأرق الشديد، ضعف الشهية، وتسارع في نبضات القلب، كما شعرت بأعراض نفسية مزعجة مثل القلق الزائد، التوتر الشديد، التقلبات المزاجية، الاكتئاب الحاد، الهلاوس والضلالات، التشوش الذهني، ضعف الانتباه والتركيز، الغضب والانفعال، الانعزال عن الأهل والأصدقاء، والرغبة الشديدة في الحصول على الخمر.
أصبحت اتعاطى الخمر لتلافي هذا الشعور السيء الناتج عن التوقف عنه بعد أن كنت أتعاطاه للحصول على مشاعر النشوة والراحة والسعادة، الأمر انقلب رأسًا على عقب حيث أصبحت أسير لكأس من الخمر ولا يمكنني مباشرة عملي أو حياتي بشكل طبيعي، فحتى بعد حصولي على الخمر لم أعد أحصل على تلك الشعور السابق وأصبحت أعاني من صعوبة الاتزان وضعف التنسيق الحركي، ضعف عام بجسدي، الدوخة و الترنح أثناء المشي، وثقل في الكلام، وتغيرت ملامح وجهي بشكل كبير واصبحت أعاني من وجه منتفخ دموي وعيون غائرة حمراء يبدو عليها التعب والإرهاق المستمر.
أصبحت أعاني من عدم الراحة سواء تعاطيت الخمر أو توقفت عن شربه، وهذا ما دفعني لطلب المساعدة والحصول على العلاج في مركز متخصص لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية الناجمة عن التعاطي.
اقرأ أيضاً عن:
مفعول الكحول متى يبدأ وينتهي وكيف يمكن تنظيف الجسم منه؟
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
رحلة التعافي من الإدمان
تجربتي في علاج شرب الخمر بدأت عندما بحثت عن أفضل مكان للعلاج حتى توصلت للمركز لعلاج الإدمان، وهناك تم عمل تقييم مبدأي لحالتي النفسية والجسدية ومن ثم اختبارات معملية للتأكد من نوعية المادة الموجودة بجسمي، فتجربتي مع تحليل الكحول أثبتت أنني أتعاطى الكحول حيث ظهرت النتائج بشكل إيجابي، خضعت بعد ذلك لأهم مرحلة وهي مرحلة سحب السموم والتي يتم بها إزالة أي آثار للكحول بجسمي، وتمت إدارة مرحلة الانسحاب بالشكل الصحيح من خلال بروتوكول دوائي يشتمل على بعض مسكنات الألم لتقليل ألم الجسم والصداع الشديد، وكذلك أدوية لتقليل التوتر والقلق الناجم عن الانسحاب، بالإضافة إلى حبوب تساعد على ترك الكحول مثل (ديسيلفرام)، (أكامبروست)، و(نالتريكسون).
تساءلت كثيرًا متى ستنتهي أعراض الانسحاب حتى أخبرني الطبيب أن أعراض انسحاب الكحول الجسدية تنتهي في غضون أسبوع، بينما تظل بعض الأعراض النفسية لفترة أطول من ذلك مثل القلق، التوتر، والاكتئاب، وبعد أن تجاوزت مرحلة سحب السموم بأمان تام خضعت لبرامج مكثفة من العلاج النفسي، السلوكي، التأهيلي، وجلسات الدعم والمتابعة الدورية بعد التعافي، ومن خلال تجربتي بعد ترك الكحول والتعافي من إدمانه بشكل تام يمكنني أن أوضح لكم بعض فوائد الإقلاع عن شرب الكحول، في النقاط التالية:
- تحسن واضح في أنماط النوم لدي بشكل جيد.
- تحسنت صحتي النفسية وتمكنت من استعادة قدراتي الإدراكية.
- تحسنت شهيتي للطعام وأصبحت أتمتع بصحة جيدة.
- أصبحت بمأمن ضد العديد من الأمراض وبخاصة الأمراض القلبية التي يتسبب بها الكحول.
- استعدت قدرتي على التوازن والتركيز وتمكنت من مباشرة مهامي بشكل طبيعي.
- استعدت شغفي بأنشطتي ومهاراتي اليومية وكذلك استعدت الشعور بالمسؤولية تجاه واجباتي.
- تحسن مظهري وشكلي العام وتبدلت ملامحي للأفضل كسابق عهدي.