بداية تجربتي مع ليريكا
انا مدمن على ليريكا أبلغ من العمر 33 عام وتجربتي مع حبوب ليريكا هي سيناريو متكرر لمعظم حالات الإدمان على الأدوية، حيث بدأ الأمر حينما عانيت من اضطراب القلق الشديد لفترات طويلة ولم تجدي معي العديد من الأدوية نفعًا، وبعد إجراء العديد من المحاولات للسيطرة على نوبات القلق لم أجد علاجًا فعالًا لحالتي، وبعدما يئست من تناول الأدوية التي وصفها لي الطبيب وأبديت له مدى عجزي عن الشعور بالراحة والتخلص من هذا الكابوس المزعج مع الأدوية التي وصفها لي، أخبرني طبيبي أن هناك علاجًا فعالًا لحالتي وأنه أراد أن يجعله الحل الأخير لما له من آثار جانبية وأضرار كبيرة قد تصل للإدمان الشديد بسبب إساءة الاستخدام، لذا لا يتم صرفها إلا بوصف الطبيب ويحظر تداولها بدون روشتة.
وأكد لي الطبيب على ضرورة الالتزام بالجرعة والمدة التي حددها للاستخدام لتلاشي الاعتماد النفسي والجسدي على الحبوب، وفي الحقيقة تجربتي مع البريجابلين كانت طوق النجاة من اضطراب القلق الذي عانيت منه لسنوات، فبدأت أشعر بالراحة والهدوء عند استخدامها، كما منحتني الشعور بتحسن في المزاج، وكذلك منحتني القدرة على النوم بشكل أفضل، كما تسببت في تقليل التوتر الجسدي والتفكير الزائد.
كيف تطور استخدامها إلى الإدمان
في الحقيقة لم تكن تجربتي مع دواء ليريكا سيئة أبدًا في باديء الأمر، بل بالعكس كانت علاجًا فعالًا لحالتي وتسببت في تحسن حالتي بشكل كبير، وظل الوضع هكذا مع التزامي بوصف الطبيب للجرعة ووقت الاستخدام، ولكن نقطة التحول في الأمر كانت ناتجة عن عدم التزامي بما أكد عليه الطبيب، فالشعور بالراحة والاسترخاء الذي منحني إياه هذا الدواء جعلني لا أكتفي بالجرعة المحددة للاستخدام، فبدأت أتناول الحبوب لتعزيز تلك الشعور حتى في غياب أعراض القلق والتوتر، وبدأت ألجأ للحبوب عند التعرض لمشاعر الحزن والاكتئاب أو حتى الغضب، حتى وإن لم يكن الوقت المحدد للجرعة.
ومن هنا بدأت رحلتي مع الإدمان وبعد أن كان الدواء علاجًا فعالًا للقلق والتوتر ومصدرًا للراحة والهدوء، إلا أنه أصبح داءًا ينهش في جسدي، فمع إساءة استخدامي للدواء وتكرار الجرعة بدون داعِ أصبحت اعتمد عليه بشكل كبير، مما تسبب في ظهور أعراض نفسية وجسدية وسلوكية لا تحتمل مثل، الاكتئاب الحاد والتقلبات المزاجية الشديدة والرغبة القوية في العزلة والابتعاد عن الآخرين والانفصال عن الواقع مع الهلاوس والشعور بثقل في الجسم والدوخة، وضعف الانتباه والتركيز وفقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة اليومية التي اعتدت عليها وكذلك عدم الاتزان أثناء الحركة أو المشي.
وبالإضافة لأعراض الإدمان السابقة أصبحت أيضًا تنتابني أعراض انسحابية قوية إن لم أتمكن من الحصول على الجرعة مثل الصداع الشديد، الشعور بالقلق والتوتر بدرجة كبيرة، الغضب والانفعال، فرط التعرق، ارتعاش الجسم، الأرق الشديد، والرغبة الشديدة في الحصول على الدواء بالرغم من الأعراض السيئة التي يسببها لي، واستمر الوضع كذلك حتى خضعت لفحص مفاجيء لتعاطي المخدرات في جهة العمل، وبالرغم من أن ليريكا ليست ضمن الفئات المخدرة التي يستهدفها التحليل ولا يستدل بها على إدمان البريجابلين، إلا أن تجربتي مع تحليل ليريكا جعلتني أدرك جيدًا أنني بحاجة فعلية للتغيير، وأن عدم ثبوت إدماني في التحليل لا يعني أنني لست بحاجة للتخلص من آفة الإدمان القاتلة.

فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
فريقنا الطبي موجود لدعمك ومساعدتك فلا تتردد بالتواصل الان
اقرأ أيضاً عن:
متى يبدأ مفعول ليريكا وينتهي وهل يظهر في تحليل المخدرات؟رحلة علاجي من الإدمان
لقد وصلت إلى مرحلة سيئة للغاية من إدمان ليريكا، فالأمر يستدعي وقفة حقيقية لتغيير الوضع وإنقاذ ما تبقى من حياتي قبل فوات الأوان، فانا مدمن ليريكا الآن وهي الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أو إنكارها على أية حال، وهو ما دفعني لطلب المساعدة من أهلي لإنقاذي من الإدمان، حيث توصل جميع أفراد أسرتي إلى ضرورة إيداعي بمركز الهضبة لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية الناجمة عن التعاطي، وفي تجربتي مع علاج ليريكا خضعت لمراحل علاجية متعددة تمكنت خلالها من التخلص من أعراض الانسحاب المزعجة، فالأعراض الانسحابية الجسدية لإدمان ليريكا انتهت بعد مرور أسبوعين من العلاج بينما بعض الأعراض النفسية وتحديدًا القلق استغرق مني فترات أطول، خاصة أنني كنت أعاني من اضطراب القلق سابقًا، وهو السبب الرئيسي لتعاطي حبوب ليريكا.
لقد خضعت لبرنامج دوائي يتضمن حبوب تساعد على ترك ليريكا مثل أدوية علاج القلق (البنزوديازيبينات) مثل دواء لورازيبام أو ديازيبام، وكذلك أدوية أخرى بديلة بريجابالين وأقل خطرًا لحدوث الإدمان مثل جابابنتين تحت إشراف طبي و بجرعات محددة لتجنب الإدمان البديل على الأدوية، وخضعت أيضًا لجلسات مكثفة من العلاج النفسي والسلوكي، وخضعت لجلسات متابعة دورية بعد انتهاء مدة العلاج في المستشفى، وفي الحقيقة جعلتني تجربتي بعد ترك ليريكا أدرك جيدًا أن الإدمان هو أكبر مدمر للإنسان على المستوى النفسي، الجسدي، السلوكي، والاجتماعي، فبعد العلاج تمكنت من استعادة حياتي بشكل أفضل ومواجهة التحديات والضغوط دون اللجوء للإدمان.